بعد الولادة، يبدأ فصل جديد تمامًا في حياة الأم. فصل يسمّيه الكثيرون “النفاس”، لكنّه في الحقيقة أكثر من مجرد راحة جسدية… هو وقت للشفاء، وإعادة التوازن، وبناء رابطة عميقة مع المولود.
الـ 40 يوم الأولى بعد الولادة مش بس أيام راحة، لكن فرصة ذهبية لإعادة ترتيب الحياة من جديد — جسدياً، عاطفياً، وروحيًا.
لماذا تعتبر فترة النفاس مهمة جدًا؟
جسمك يتعافى من ولادة معجزة. سواء كانت الولادة طبيعية أو قيصرية، جسدك مرّ بتجربة ضخمة. النزيف، الانقباضات، الهرمونات، كل ده محتاج وقت عشان يستقر. مشاعرك تحتاج حضن. تقلّبات المزاج، البكاء المفاجئ، الشعور بالوحدة أو الذنب… كلها مشاعر شائعة بعد الولادة. وده طبيعي جدًا. الرضاعة والتواصل الجسدي يبدأ هنا. أول أسابيع هي الفترة الذهبية لبناء الرضاعة الطبيعية، وتكوين رابطة حقيقية بينك وبين طفلك. أنت محتاجة دعم، مش بس تهاني. الناس بتهنّي، لكن قلة اللي بيساعدوا فعلاً. مش عيب تطلبي المساعدة، أو ترتّبي دعم حقيقي من قبل الولادة.
كيف تعتني بنفسك في الأربعين؟
نامي كلما نام طفلك. كلي أكل مغذّي ودافي. اهتمي بجسدك لكن بدون ضغط. اتكلمي عن مشاعرك – مع زوجك، صديقتك، أو حتى مع طبيب نفسي. حدّدي زيارات الناس على حسب طاقتك. اعملي لحظات بسيطة بينك وبين البيبي – جلد لجلد، أو نظرات عيون.
النفاس مش عزلة… هو ولادة ثانية، لكِ أنتِ
خدي وقتك.
اعملي كل اللي يساعدك تبني رابطك مع البيبي ومع نفسك من جديد.
وبكرة… لما تبصي ورا، هتفتكري الـ 40 يوم دول مش كأيام صعبة، لكن كأيام بدأتِ فيها من جديد
